مرض السكر من الأمراض المزمنة التى تنتج إما عن عدم قدرة البنكرياس على إفراز كميات كافية من هرمون الإنسولين أو عدم قدرة الجسم على الاستفادة من الإنسولين الذى يتم إفرازه
والبنكرياس هو أحد أعضاء الجسم الهامة ويقع خلف المعدة داخل البطن، وتلعب إفرازاته دورا مهما فى هضم الغذاء، كما تتواجد به الخلايا المسئولة عن إفراز هرمون الإنسولين فى مجرى الدم
وهرمون الإنسولين هو المفتاح الذى يسمح للجلوكوز بدخول الخلايا وبدونه يبقى الجلوكوز فى مجرى الدم وهو ما يعرف بمرض السكر، فعندما نتناول الكاربوهيدرات مثل السكريات والنشويات والموجودة بكثرة فى الخبز والأرز والبطاطس والحلويات والعصائر والمشروبات الغازية وغيرها يقوم الجسم بتكسيرها جميعا الى مكوناتها الأساسية وتحويلها الى مادة الجلوكوز التى يتم امتصاصها من خلال الأمعاء وتدخل مجرى الدم، ومن هناك وبمساعدة هرمون الإنسولين يدخل الجلوكوز الى جميع خلايا الجسم حيث يستخدم كوقود تستخدمه الخلية فى وظائفها المختلفة، وبدون الإنسولين أو فى حال كانت الخلايا غير قادرة على الاستفادة من الإنسولين يبقى الجلوكوز فى مجرى الدم ويرتفع مستواه مما يؤدى عند استمراره لفترات طويلة الى العديد من المضاعفات
بالفعل ينقسم مرض السكر الى عدة أنواع أنواع تختلف فيما بينها من حيث أسبابها وأعراضها وطرق علاجها، وفيما يلى سنتعرف على كل من أنواع مرض السكر بشيء من التفصيل
هو أحد أمراض المناعة الذاتية، بمعنى أن الخلايا المناعية للجسم تهاجم خلايا الجسم نفسه، وفى حالة مرض السكر من النوع الأول تهاجم أجهزة الجسم المناعية خلايا البنكرياس المسئولة عن إفراز هرمون الإنسولين وتدمرها، ويعد مرض السكر من النوع الأول مسئولا عن حوالى 10% من حالات مرض السكر، وعادة ما يتم تشخيص مرض السكر من النوع الأول فى الأطفال والشباب لكنه يمكن أن يظهر فى أى عمر، ويحتاج مرضى السكر من النوع الأول الى العلاج بالإنسولين يوميا، لذلك يسمى أيضا بمرض السكر المعتمد على الإنسولين
أكثر أنواع مرض السكر انتشارا ومسئول عن 90% من الحالات، وفى هذا النوع تكون كمية الإنسولين التى يفرزها البنكرياس غير كافية أو تكون الخلايا غير قادرة على الاستفادة من الإنسولين المفرز، وعادة ما يظهر مرض السكر من النوع الثانى فى الكبار وله مجموعة من عوامل الخطورة كما سنذكر لاحقا
يعتبر نوعا فرعيا من مرض السكر من النوع الثانى، وهنا يصل مستوى الجلوكوز فى الدم الى مستويات أعلى من الطبيعى ولكن ليس بدرجة كافية لتشخيص مرض السكر، ويعتبر ناقوس خطر ينذر بقرب ظهور مرض السكر اذا لم يقم المريض بتغيير نمط حياته وتجنب العوامل التى تزيد من فرص حدوث مرض السكر
مرة أخرى هو أحد أنواع مرض السكر من النوع الثانى ولكن يظهر فى السيدات الحوامل ويختفى بعد الولادة، والسيدات اللاتى يعانين من سكر الحمل يكن أكثر عرضة للاصابة بمرض السكر من النوع الثانى فيما بعد
هناك عدد من الأمراض النادرة التى قد تؤدى الى مرض السكر مثل مرض السكر الوراثى ومرض السكر الذى يحدث نتيجة أدوية معينة أو الذى يصاحب مرض التليف الكيسى، وهذه الأمراض جميعها مسئولة عن نسبة بسيطة جدا من حالات مرض السكر بشكل عام
لاحظ الباحثون عددا من العوامل التى تزيد من فرص الإصابة بمرض السكر، وتختلف هذه العوامل بحسب نوع مرض السكر
ينتج مرض السكر عن ارتفاع مستوى الجلوكوز فى الدم، ولكن السبب فى ارتفاع مستوى الجلوكوز يختلف بحسب نوع مرض السكر
كما ذكرنا سابقا فمرض السكر من النوع الأول هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث تهاجم خلايا الجهاز المناعى الخلايا المسئولة عن إفراز الإنسولين فى البنكرياس وتقوم بتدميرها، وبالتالى يفقد البنكرياس قدرته على إنتاج الإنسولين، وبدون إنسولين لمساعدة الجلوكوز على دخول الخلايا يبدأ مستوى الجلوكوز فى الدم فى الارتفاع
والأسباب التى تدعو خلايا الجهاز المناعى لمهاجمة خلايا البنكرياس غير مفهومة بشكل كامل، كما هو الحال فى أغلب أمراض المناعة الذاتية، ولكن قد تلعب الوراثة دورا فى ذلك، لذلك فإصابة أحد الوالدين أو الأخوة بالمرض يزيد من فرص الإصابة به، كذلك قد تؤدى الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية الى تحفيز الجهاز المناعى لمهاجمة خلايا البنكرياس، لذلك لاحظ الباحثون علاقة بين الإصابة ببعض الفيروسات وظهور مرض السكر من النوع الأول
العامل الأهم فى حدوث مرض السكر من النوع الثانى هو ما يعرف بمقاومة الإنسولين، حيث تفقد الخلايا حساسيتها لهرمون الإنسولين فلا يستطيع القيام بدوره فى مساعدة الجلوكوز على دخول الخلايا، وفى المقابل يبدأ البنكرياس فى إفراز كميات أكبر وأكبر من الإنسولين فى محاولة للتغلب على هذه المقاومة، ومع استمرار المرض تصاب خلايا البنكرياس بالإجهاد وتفقد قدرتها على إفراز الإنسولين، وهنا قد يحتاج المريض الى العلاج بالإنسولين مثلهم مثل مرضى السكر من النوع الأول
وهناك عدد من العوامل التى تؤدى الى مقاومة الإنسولين أهمها زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة
تقوم المشيمة بإفراز عدد من الهرمونات من شأنها زيادة مقاومة الإنسولين، وتهدف هذه التغييرات الى اتاحة كمية أكبر من الجلوكوز فى الدم للوصول للجنين، ولكن بعض السيدات لا تستطعن إفراز كمية كافية من الإنسولين لمواجهة هذه المقاومة وبالتالى يزداد مستوى الجلوكوز فى الدم ويظهر سكر الحمل
اذا راجعنا العوامل التى تزيد من فرصة الإصابة بمرض السكر من النوع الأول سنجد أنها عوامل لا يمكن تغييرها أو تجنبها، فأمراض المناعة الذاتية ليس لها أسباب معروفة تحديدا ولذلك لا يمكن منعها
أما مرض السكر من النوع الثانى والذى يمثل الأغلبية العظمى من الحالات فأغلب العوامل التى تزيد من فرصة الإصابة به تتعلق بالعادات الصحية ونمط الحياة، لذلك هناك عدد من الطرق التى يمكن من خلالها تجنب الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى والأنواع المرتبطة به مثل سكر الحمل وما قبل مرض السكر أهمها:
ولدينا فى عيادات داوى برامج لتشخيص وعلاج مرض السكر بأنواعه المختلفة تم تصميمها بحسب أحدث التوصيات العالمية، كما يضم فريق العمل مجموعة كبيرة من الاستشاريين والأخصائيين ممن لهم خبرة كبيرة فى علاج مرض السكر، اتصل بنا اليوم لحجز موعد فى الفرع الأقرب لك.